المحور الأول: إدارة المخلفات وتحويلها لقيمة مضافة
على الصعيد العالمي، يتم إنتاج نفايات زراعية وبكميات كبيرة كل يوم لتلبية الطلبات الغذائية من المنتجات الزراعية المتزايدة للسكان الذين يتزايد عددهم بسرعة. وقد خلقت الإدارة المحدودة و/أو غير السليمة لهذه البقايا والمخلفات حاجة ملحة لوضع استراتيجيات لاستخدامها وتثمينها في الوقت المناسب، وذلك من أجل الاستدامة الزراعية، والأمن البشري، والغذائي، والصحي. يتم تراكم هذه المخلفات من مصادر مختلفة بما في ذلك بقايا المحاصيل والصناعات الزراعية والثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية. ويعتبر السللوز المكون الرئيسي لبقايا المحاصيل والنفايات الصناعية الزراعية، وهو (البوليمر الحيوي الأكثر وفرة)، يليه اللجنين والهيميسيلولوز (الكتلة الحيوية اللجنوسليلوزية).
تعد المخلفات الزراعية ومعالجتها مشكلة عالمية لأن الغالبية العظمى منها يتم التخلص منها بالحرق أو بقلبها ودفنها بالتربة لتحسن من خواص التربة، عملية الحرق ستتسبب في تلوث الهواء والماء والاحتباس الحراري. عادة وبشكل تقليدي استخدمت بعض بقايا المحاصيل في الاحتراق في الاستخدامات المنزلية، وعلف الحيوانات، وقش السقف، والتسميد، وتغطية التربة، وأعواد الثقاب، وإنتاج الورق. ولكن، يمكن أن تكون الكتلة الحيوية أيضا بمثابة مصدر مستدام للوقود الحيوي (وقود الديزل الحيوي، الإيثانول الحيوي، الغاز الحيوي، الهيدروجين الحيوي) والطاقة الحيوية من أجل التخفيف من نقص الوقود الأحفوري وقضايا تغير المناخ.
إن التكثيف الحالي لاستخدام المواد البلاستيكية في الزراعة، على الرغم من أنه أدى إلى زيادة كبيرة في الإنتاجية، فإنه يولد أيضا آثارا ضارة متزايدة على بيئة النظام الإيكولوجي الزراعي. الزراعة مسؤولة عن الاستخدام المكثف للمواد البلاستيكية، بالإضافة إلى مدخلات الطاقة والمياه والأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية. إلى جانب التلوث الناتج أثناء التصنيع، في نهاية الأمر، قد تصبح المواد البلاستيكية المستخدمة في تغطية المحاصيل، وتغطية التربة، والتعبئة، والحاويات، والأواني، والري، وأنابيب الصرف، مصدرا للتلوث عند التخلص منها بشكل غير صحيح أو تركها على الأرض أو حرقها. بدلا من ذلك، يمكن استخدام النفايات البلاستيكية الزراعية (APW)، إذا تم جمعها بشكل صحيح، كمادة خام ثانوية جديدة أو كمصدر للطاقة. يمكن لإدارة APW المناسبة أن تمنع الخسائر الاقتصادية والأضرار البيئية.
إدارة النفايات الخطرة هي واحدة من القضايا البيئية الحيوية الهامة والتي تأخذ بعداً عالميا واقليمياً ومحلياً منذ العقود القليلة الماضية. أن توليد النفايات ازداد مع زيادة عدد السكان ومع التقدم الصناعي السريع. وتشمل النفايات كلا من النفايات غير الخطرة والنفايات الخطرة. والنفايات غير الخطرة لا تسبب ضرراً او تهديداً محتملا للبيئة. أما النفايات الخطرة فهي التي تشكل تهديداً للبيئة، وصحة البيئة، وصحة الأنسان، والحيوان. والنفايات الخطرة ساهم بتوليدها بشكل اساسي وبكميات كبيرة القطاع الصناعي السريع النمو في ونشأ عنها مركبات كيميائية خطرة استخدمت في الزراعة مثل المبيدات التي سببت خطراً وتلوث كبير لعناصر البيئة وكان اثار بعضها شديداً ومزمنا لإضافة الى مخلفاتها الخطرة المتراكمة وغير المستخدمة والمنتهية الصلاحية او التي منعت بسبب بيئيا بسبب أثارها الصحية على الأنسان والبيئة وثباتتيها في البيئة. لذلك للحد من المخاطر البيئية لهذه المخلفات الخطرة، يلزم الاهتمام المناسب أثناء تخزين النفايات الخطرة وفصلها ونقلها والتخلص منها، لأنه لا يمكن التخلص منها في البيئة. وسيناول هذا المحور النفايات الخطرة، وما هي الأسس العلمية والبيئة الدولية التي على اساسها اعتبرت هذه المخلفات خطرة او شديدة الخطورة، وأنواعها، واخطارها المحتملة والسبيل الأمثل والمتبع دوليا إدارتها، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بإدارة هذه المخلفات.
المملكة العربية السعودية - الأحساء
21 - 23 ربيع ثاني 1445 هـ الموافق 5 - 7 نوفمبر 2023 م