إستراتيجيات تفكيك الخطاب الكولونياليّ تجاه الشعوب المستعمرة دراسة مرجعيّة

(سوزان حمود العالق و حسين عبدالله الصديق)

---

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن جذور الخطاب الكولونياليّ، وأشكال السلطة التي أسسها في بنية المجتمعات المستعمَرة، ويهدف إلى بيان أسباب استمرار علاقة التابعيّة بينها، والآليات التي جعلت من هذا الخطاب خطاباً متوالداً بشكل مستمر، بالإضافة إلى دراسة النظم الجديدة، التي ما فتئ المستعمِر يطوّرها، بدلاً من الممارسات العسكريّة. وجاءت هذه الدراسة عى المنهج التحلييّ لتتناول تحليل الخطاب الكولونياليّ من خال تقسيمه إلى مستويين: الأول: الخطاب الكولونياليّ الظاهر، والثاني: الخطاب الكولونيالي الباطن؛ إذ إنّ العلاقة بن المستويين علاقة جدليّة، وكلاهما يسعى إلى توطيد سلطة المستعمِر تبعاً لاسراتيجيات وتقنيات معينة تضمن استمرارية وجودها، فالمستوى الأوّل أدواته في السيطرة هي الآلة العسكريّة الحربيّة وتبعاتها، أو ما يسمى بالوسائل الخشنة، أمّا المستوى الثاني فيعتمد عى الوسائل الناعمة التي لا تثر الضجيج أو الشبهات. وتهتم هذه الدراسة بالمستوى الثاني، أي الكشف عن النفوذ الكولونياليّ في هويّة المستعمَر، والقوى الجديدة في السيطرة عى البنى الاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة. واقتضت الرورة المنهجية دراسة آليتن من آليات الخطاب الكولونياليّ الباطن: الأولى: الأنثروبولوجيا وترسيخ المقولات الاستشراقية، والثانية: التأطر والتعليم وثقافة الطاعة. وخلصت الدراسة إلى أنّ آليات الخطاب الكولونياليّ الباطن عملت عى تشويه هُوية المجتمعات التي كانت خاضعة للاستعمار، وبذلك ضمن المستعمِر استمرار وجوده في بنية هذه المجتمعات، واستمرار علاقة التابعيّة، حتى بعد خروجه العسكري. الكلمات المفتاحيّة: الاستشراق، الاستعمار، السلطة.

PDF

المراجع