المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل
العلوم الأساسية والتطبيقية

En

المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل / العلوم الإنسانية والإدارية

الاتجار بالبشر وموقف الشريعة الإسلامية منه

(خالد بن محمد الدوغان)

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فقد تناولت في هذه الدراسة الاتجار بالبشر وموقف الإسلام من هذه الظاهرة، وقد أتيت بتأصيل قضية الحرية الشخصية في الإسلام، فبينت إقرار الإسلام لحقوق الإنسان عامة ، وكيفية حماية هذه الحقوق، فيسمح الإسلام للإجراءات المخلصة لضمان حقوق الإنسان ومنع الاعتداء عليها، ومن ذلك: إجراءات مختلفة كالأمر المعروف والنهي عن المنكر، والقضاء، والتحكيم، ثم الجهاد والهجرة، ثم تناولت أسباب مصادرة الحرية الإنسانية قبل الإسلام وبعده، مبيناً معاناة القرون الوسطى وما قبلها من ظاهرة استعباد الأحرار ومن النخاسة في القارة الأفريقية ، ثم المعاناة في العصر الحديث عندما اتصلت أوروبا بأفريقيا كان من آثار هذا الاتصال المأساة الإنسانية في أفريقيا التي عرضت الزنوج لبلاء عظيم، أما الاسترقاق في الإسلام فقد أجيز في الشريعة كعرف اجتماعي موقوت ؛ لأنه كان متعارفاً عليه وقتذاك حتى أنهي تدريجياً في الإسلام بأحكام شرعية دائمة بوسائل للعتق تنهي الرق في المجتمع الإسلامي. أما في الفصل الثاني، فقد تناولت قضية الاتجار في البشر تعريفاً لها، ناقداً تعريف الأمم المتحدة، ثم بينت زمن ظهور هذه الظاهرة ووجه خطورتها على العالم بأسره من حيث حجم المتاجرة في الاقتصاد العالمي، والأعداد المتاجر بهم، ونشر صناعة البغي والجنس في العالم حتى يفقد المتاجر بهم كرامتهم وحريتهم بانتهاك حقوقهم كإنسان، لكنَّ من أخطر ما يُذكر أن تكون رسمية للاتجار بالبشر سواء بطريق مباشر أو غير مباشر. وفي هذا الفصل بينت أهم طرق الاتجار المنتشرة في العالم وأسباب انتشار هذه الظاهرة عالمياً، ثم بينت موقف الشريعة الإسلامية فيها، ثم بنيت على ذلك موقف دولتنا المملكة العربية السعودية من هذه الظاهرة. وبعد، ما أحوج العالم لأن يصرخ فيه صارخ المسلمين بالكلمة الخالدة للخليفة العادل عمر بن الخطاب : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) فقد اهتم الإسلام منذ بزوغه بتحرير الإنسان من كل ألوان العبودية ، ومن أدران الشرك وطلاسم الأوثان، وعبودية الإنسان للإنسان ، سواء أكانت عبودية الطاعة العمياء أم عبودية تملك البدن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

PDF

المراجع