المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية
المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الإنسانية والإدارية
تَارِيخُ الْحِرَفِ وَالصِّنَاعَاتِ فِي الْأَحْسَاءِ فِي الْعَصْرِ الْإسْلَامِيِّ
(عبدالحليم علي رمضان)
الملخص
اشتهرتِ (الْأَحْسَاءُ) بتنوع الحرف والصناعات فيها ُمنذ القدم؛ وذلك بفعل تعاقب الحضارات عليها؛ وأيضاً موقعها الجغرافي المتميز م؛ إذ كانت مَركزًا تجاريًّا بين البلدان المطلة على الخليجِ العربيِّ وبلادِ السِّنْدِ والهندِ والعِرَاقِ وبلادِ الشَّامِ، فأصبحتِ (الْأَحْسَاءُ) مُلتقًى لعَدِيدٍ من الشُّعُوبِ التي تأثرت بها وأثرت فيها. وعُرفتِ (الْأَحساءُ) قديمًا بـ (هَجْرٍ)، وهي جزءٌ من إقليم (البحرين) في العصر الإسلامي. وقد أدى تنوعُ الحرفِ والصِّناعاتِ في (الْأَحْسَاءِ) إلى ازدهارها اقتصاديًّا؛ فقد اشتهرت (الْأَحْسَاءُ) بنسج العباءات والمشالح وتطريزها وزخرفتها، وصناعةُ الأدواتِ المعدنية، مثل صنع الدلال وصنع الأدوات لدقِّ القهوة وطحنِها، والصناعات الخشبية القائمة على جريد النخل وخوصها؛ مثل صناعة الأقفاص والسلال وغيرها لسد حاجة سكان المنطقة. ولا تزال (الْأَحْسَاءُ) مصدرَ الخيرِ سواءً في الغذاء أو توفير المواد الخام لكثيرٍ من الصناعات المحلية التي تستمد منها أدواتها ومكوناتها المختلفة. وقد شكلت الحرفُ أماناً وغنىً للوطن والمواطن، ووفرت له متطلباته من الأدوات المتعددة التي يحتاجها في حياته المعيشية، وتهتم هذه الدراسة بإبراز الجانب الحضاري في تاريخ الأحساء في العصر الإسلامي، وتأصل لنشأة وتطور الحرف والصناعات فيها، والتي لا تزال قائمة على اليوم. تهدف الدراسة إلى التَّأصيل التَّاريخي للحرف والصِّناعات في الأحساء إبراز أنماط الحياة الاقتصادية في (الأحساء) في العصر الإسلامي. التعريف بالتراث الحضاري لإقليم (الأحساء). الباحث المنهج التاريخي. تتناول الدراسة عدة محاور: الْحِرَفُ والصِّنَاعَاتُ (لُغَةً، واصْطِلَاحًا)، الْحِرَفُ والصِّنَاعاتُ في (الْأَحْسَاءِ) قبلَ الإسْلَامِ، عوامِلُ ازدهَارِ الْحِرَفِ والصِّنَاعاتِ في (الْأَحْسَاءِ) في العَصْر الإسْلَاميِّ، وأنْوَاعُ الحِرَفِ والصِّناعاتِ في (الأَحْسَاءِ)، الحِرفُ الزِّراعيَّةُ والصِّناعاتُ القائمةُ عليها في (الْأَحْسَاءِ)، الحِرَفُ والصِّناعاتُ المعدنيَّةُ والفخاريَّةُ. الصِّناعاتُ النَّسيجيَّةُ والجلديَّةُ، الحِرَفُ والصِّناعاتُ الغذائيَّةُ، الحِرَفُ والصِّناعَاتُ البَحَريَّةُ. خلصت الدراسة إلى أن كثير من الحرف والصناعات كانت متوارثة في الأحساء يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. خلصت الدراسة إلى أن للحرفِ الصناعيَّةِ في الإقليم مردودٌ اقتصاديٌّ كبير استفاد منه سكانُ الإقليم؛ سواء كانوا من البدو أم الحضر.
الكلمات المفتاحية:
الحسا، الحدادة، الزراعة، التمور، الصيد، الرعي
المراجع