المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل : العلوم الأساسية والتطبيقية
المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل : المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل : العلوم الإنسانية والإدارية
أسلمة العمران الإسلامي: قراءة خلدونية لإشكالية المصطلح
(عبير اللحام)
الملخص
لطالما جذبت المدن الإسلامية ذات الهندسة المعمارية والمورفولوجية الفذّة اهتمام الباحثين والمعماريين والمخططين فتغنوا بها ونسخوا أشكالها إلى عالم المعاصرة وتحدثوا عن تراثها وكيف السبيل إلى استمرايته. ولكن عن أي عمارة نتحدث وبأي مباني ومدن نتغنى: قصر الحمراء في غرناطة، مسجد السلطان حسن ومسجد الأقمر في القاهرة، مدينتي سامراء وواسط؟ إن هذه المباني والمدن والتي تزخر بها كتب العمارة الإسلامية إنما هي ما انتقاه المستشرقون منذ نهايات القرن التاسع عشر ووصفوه، بحسب منظورهم الغربي، بالإسلامي فظهر معهم ما يعرف اليوم بـِ "العمارة الإسلامية." فهل حقاً تشكل هذه المباني محور العمارة الإسلامية التي ننظر لها اليوم بحنين وشوق، باعتبارها موروثاً من التاريخ الإسلامي البرَّاق، وكأساس لتراثنا المعماري "الإسلامي"؟ يهدف البحث إلى إعادة قراءة مفهوم "العمارة والمدن الإسلامية" كما أسس لها المستشرقون، وتقديمها كإشكالية في المصطلح والمضمون، وذلك بالنظر في آليات إنتاج المباني التي تشكّل قوام العمارة الإسلامية وربط ذلك بالتحولات في المنظومة السياسية التي كانت سائدة آنذاك. ولتحقيق ذلك يعتمد البحث في منهجيته على تبني منظور ابن خلدون وكتابات السياسة الشرعية لتشكيل إطار مفاهيمي تاريخي للنظر في تحولات الدول وتعاقبها سياسياً، وأثر ذلك في إنتاج العمران عبر التاريخ الإسلامي. يخلص البحث إلى أن التحولات السياسية في أنماط الحكم الإسلامي أدت إلى انحراف آليات إنتاج العمران عن الآليات الإسلامية التي أتت بها الشريعة الإسلامية، ما أدى إلى إنتاج عمران سلطوي لا إسلامي باتباع سياسات سلطوية لا دينية، وهو ذات العمران الذي وصفه المستشرقون بالإسلامية. إنه بحسب هذا البحث عمراناً أسقطت عليه صفة الإسلامية فهو "مؤسلم" لا إسلامي، ما يؤكد ضرورة إعادة صياغة الخطاب المفاهيمي للمصطلح. الكلمات المفتاحية: أنماط الحكم، العمارة الإسلامية، عمارة سلطوية، عمارة شعبية، القوة
المراجع
ابن خلدون، عبد الرحمن. (بدون تاريخ). مقدمة ابن خلدون. الطبعة الرابعة. بيروت، لبنان: دار إحياء التراث العربي.
ابن عابدين، محمد أمين. تحقيق: عبد الموجود، عادل والمعوض، علي. (1994). رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار: حاشية ابن عابدين. بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية.
أبو زهرة، محمد. (1958). أصول الفقه. القاهرة، مصر: دار المعارف.
أبو يوسف، يعقوب بن ابراهيم. (1979). كتاب الخراج. بيروت، لبنان: دار المعرفة.
أكبر، جميل. (1992). عمارة الأرض في الإسلام. جدة، السعودية: مؤسسة علوم القرآن.
البلاذري، أبي الحسن. تعليق: رضوان، محمد رضوان. (1978). فتوح البلدان. بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية.
جودة، صادق أحمد. (1986). مدينة الرملة. بيروت، لبنان: مؤسسة الرسالة.
الحموي، ياقوت. (بدون تاريخ). معجم البلدان. بيروت، لبنان: دار إحياء التراث العربي.
الخربوطلي، علي. (1959). تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي. القاهرة، مصر: دار المعارف.
السامرائي، خليل. (1984). المظاهر الحضرية للمدينة المنورة في عصر النبوة. الموصل، العراق: مكتبة بسام.
الطائي، صالح. (2016). سر بناء واسط. متوفر بموقع: https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/412264.html (تاريخ الاسترجاع: 02/09/2019).
العلي، صالح. (1986). خطط البصرة ومنطقتها. بغداد، العراق: المجمع العلمي العراقي.
المقريزي، تقي الدين. تحقيق: زينهم، محمد والشرقاوي، مديحة. (1997). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية. القاهرة، مصر: مكتبة مدبولي.
اللحام، عبير. (2004). الاستشراق في قراءات المدينة العربية الإسلامية. مجلة جامعة الملك سعود للعمارة والتخطيط، 16(1)، 95-174.
اللحام، عبير. (2005). الحرية والحق في العمران المعاصر: دراسة مقارنة بين نموذجين. مجلة جامعة الملك سعود للعمارة والتخطيط، 18(2)، 295-332.
اللحام، عبير. (2008). التخطيط العمراني المعاصر: تخطيط ديمقراطي أم ديمقراطية مخططة؟ مجلة جامعة الملك سعود للعمارة والتخطيط، 20 (2)، 275-292.
المالكي، أحمد. (2018). تاريخ مدينة سامراء. متوفر بموقع: http://alhikmeh.org/yanabeemag/?p=3597 (تاريخ الاسترجاع: 02/09/2019).
منصور، جنان. (بدون تاريخ). تاريخ واسط. متوفر بموقع: https://www.mesopot.com/mesopot/old/adad5/67.htm (تاريخ الاسترجاع: 02/09/2019).
الموسوي، مصطفى. (1982). العوامل التاريخية لنشأة وتطور المدن العربية الإسلامية. بغداد، العراق: وزارة الثقافة والإعلام.
ناجي، عبد الجبار. (1986). دراسات في المدن العربية الإسلامية. البصرة، العراق: جامعة البصرة.
اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب. (1976). تاريخ اليعقوبي. بيروت، لبنان: دار صادر.