المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية
المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الإنسانية والإدارية
قصة قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبة إلى الله من عبادة العجل
(سليمان بن إبراهيم بن محمد الحصين)
الملخص
ذكر القرآن الكريم أحوالاً مختلفة لبني إسرائيل في موقفهم من أنبياء الله عز وجل ورسله، ومن هذه الأحوال عبادتهم للعجل في زمن نبي الله موسى ? وأن الله تعالى قد غضب عليهم بسببه، وضرب عليهم الذلة والمسكنة.
وظاهر القرآن يدل على أن الله عز وجل عفا عنهم ولم يعاقبهم على فعلتهم هذه، قال الله تعالى {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ. ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. وقد ذكرت بعض كتب التفسير أن العفو عنهم كان بعد قتل بعضهم بعضاً توبة إلى الله من عبادة العجل استجابة لما أمرهم به نبي الله موسى ? في قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. وقد اعتمدوا في إثبات استجابتهم لقتل أنفسهم على روايات إسرائيلية تفيد بوقوع مقتلة عظيمة تجاوزت سبعين ألفاً.
فجاء هذا البحث لرد هذه الروايات وإبطالها وإثبات أن ظاهر القرآن يدل على أن العفو عنهم منة من الله وفضل لم يكن بسبب قتل أنفسهم، وليس في القرآن إشارة إلى أنهم استجابوا فوجب التوقف عند ظاهر القرآن. والله تعالى أعلم.
الكلمات المفتاحية: بنو إسرائيل، عبادة العجل.
المراجع