المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية

En

المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية

آلية مقترحة لاستخدام الخرائط التاريخية في تتبع وتسجيل مواقع المعالم التراثية على خرائط رقمية حديثة باستخدام تقنيات المعلوماتية:دراسة حالة المدينة المنورة

(عبد الله بن حسين القاضي)

الملخص

أدى النمو السريع للمدن القديمة (التاريخية) وتحضرها إلى اندثار المعالم التراثية أو تغيير خصائصها وغياب مواقعها وبالتالي نسيانها وضياع كم هائل من المعلومات المكانية والوصفية عن تلك المعالم، ومن هنا تبرز أهمية هذا البحث والذي يهدف إلى تطوير آلية لتتبع مواقع المعالم التراثية الموسومة على الخرائط التاريخية ومن ثم توقيعها على خرائط رقمية حديثة باستخدام تقنيات المعلوماتية. وتتضمن هذه الآلية عدداً من المراحل والخطوات التفصيلية بدءاً من مرحلة الحصول على المعلومات الوصفية والمكانية للمعالم التراثية من المراجع والخرائط التاريخية؛ ثم بمرحلة وضع التصور النظري لمعالجة المعلومات، تليها مرحلة إدخال المعلومات وذلك بتوقيع إحداثيات تلك المعالم على خرائط رقمية حديثة فضلاً عن تسجيل خصائص تلك المعالم على قاعدة بيانات شاملة مرتبطة بالخريطة الرقمية، وانتهاءً بمرحلة تسهيل عملية استدعاء واسترجاع المعلومات عن المعالم التراثية والاستفادة منها لخدمة أغراض تعليمية وثقافية وعلمية وتطبيقية عديدة. لقد تم اختيار المدينة المنورة كحالة دراسية لتطبيق هذه الآلية وذلك لتوفر خرائط تاريخية للمدينة المنورة تظهر عليها مواقع المعالم التراثية التي اندثر معظمها بسبب النمو والتحضر السريع الذي حصل خلال العقود الثلاثة الماضية. ولتطبيق هذه الآلية تم استخدام خريطة أساس إلكترونية للمدينة المنورة معدة في برنامج نظم المعلومات الجغرافية عام 2005م، وللتحديث أدرج عليها مصور فضائي حديث للمدينة المنورة 2009م، ثم تم الحصول على خرائط تاريخية مساحية للمدينة المنورة يعود أقدمها إلى عام 1228هـ/1815م من عدد من المصادر داخل وخارج المملكة العربية السعودية، بعد ذلك تم مسح الخرائط التاريخية ضوئياً وتعديل مقاييسها ثم تحويلها إلى خرائط رقمية ومن ثم توقيعها كطبقات منفصلة على خريطة الأساس الرقمية، ولاستكمال التطبيق العملي للآلية المقترحة تم اختيار ثلاثة معالم تراثية كأمثلة وهي: مسجد الإجابة (كمثال لمعلم قائم)، ومسجد المائدة (كمثال لمعلم مندثر ترك موقعه أرض فضاء)، وبئر بضاعة (كمثال لمعلم مندثر بني مكانه نشاط آخر (فندق))، ثم ادخلت المعلومات الوصفية الخاصة بتلك المعالم الثلاثة على قاعدة المعلومات المرتبطة بالخريطة الرقمية. وتم توضيح عدد من الأساليب المقترحة لتيسير استرجاع وتحليل وعرض المعلومات في صور متنوعة بمساعدة تقنيات الوسائط المتعددة (مرئية ومسموعة ومقروءة). ومن المتوقع أن تساهم هذه الدراسة في تسهيل آليات وأساليب التعرف على المعالم التراثية ومواقعها مما سيبرز القيمة التاريخية للمدن فضلا عن خدمة العديد من الباحثين والمهنيين في المجالات الأكاديمية والتطبيقية المختلفة كعلماء الآثار والاجتماع والمخططين والجغرافيين والمؤرخين وغيرهم. وبناءً على التصور النظري والتطبيق العملي للآلية المقترحة في هذه الدراسة يعكف الباحث حالياً على استكمال مشروع بحثي يهدف إلى إنتاج خريطة معلوماتية شاملة لمواقع المعالم التراثية للمدينة المنورة في العهد النبوي، ويعد هذا المشروع المستهدف مثالا على أهمية تطبيق الآلية المقترحة وتعميمها على مدن ومواقع أثرية أخرى في المملكة والعالم. الكلمات الدالة: الخرائط الرقمية، الخرائط التاريخية، مواقع المعالم التراثية، حفظ المعلومات المكانية، أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية.

PDF

المراجع