المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل
العلوم الأساسية والتطبيقية
المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل / العلوم الإنسانية والإدارية
الحكاية بكل من (مَن، وأيّ، وما) الاستفهامية المزيدة ببعض حروف، وحكمها من حيث البناء والإعراب
(إبراهيم بن حمزة حسن الصبيحي)
الملخص
اشتمل البحث على ما يأتي :
المقدمة: وفيها تعريف بالبحث، وحدوده، ودواعي دراسته، والإشارة إلى محتوياته . ومنهج إعداده .
محوري الدراسة الرئيسين:
• الأول: المحكي وحركاته، وعلاقتها بالبناء والإعراب في الدرس النحوي.
• الثاني: صور الحكاية بمن وأي وما المزيدة بالحروف، وحكمها الإعرابي.
ولكل محور منهما بعض مسائل تفصيلية، يعقبهما خاتمة ثم ثبت بالمصادر والمراجع.
ويعنى البحث: بدراسة نموذج من نماذج الحكاية ببعض الجمل الإنشائية، وهو الحكاية بكل من (من – أي – ما) المزيدة بكل من (همزة الاستفهام في أولها، فالألف واللام، ثم ياء النسب)، ليقال: (آلمني) ؟ أو : (آلأيوتي)؟ أو (آلمائي) ؟ وغيرها من صور الحكاية بها، الدالة على المسؤول عن نسبه أو صفته، من حيث العدد أو الجنس والإعراب. وبيان موقف النحويين من حكم هذا النموذج بصوره المتعددة من حيث البناء والإعراب، بوصفه من المشكل الإعرابي.
ومن أهداف البحث: بيان ما لهذا النحو من الحكاية من مميزات لغوية ونحوية وبلاغية. وإجلاء ما يكتنفه من غموض في كتب التراث النحوي. وإكمال ما نقص من مسائله وأحكامه وجمعها. وتجديد العهد به، وإحياؤه بصوره الممكنة، للإفادة منه في الاستعمال الحياتي، نطقا وكتابة . وتزويد مكتبة الدراسات اللغوية والنحوية به، لافتقارها إليه.
مصادر البحث ومراجعه: تعتمد دراسة موضوع البحث على كتب التراث النحوي المتقدمة، التي عنيت بدرس الحكاية في اللغة العربية، وما يمكن أن يضاف إليها من المراجع النحوية المتأخرة والحديثة .
خلاصة البحث ونتائجه وتوصياته : وفيها إجمال أهم المسائل والأحكام اللغوية والنحوية العامة والخاصة الواردة في البحث، ثم أهم ما استخلص منه من نتائج، وما يحتاج إليه من توصيات . ومن ذلك:
- العربية لا تقتصر في أسلوب الحكاية على إيراد الكلم أو الكلام على حاله دون تغيير في حروفه وحركاته على نحو مباشر فحسب، بل يمكن لها أن تحكي نسب أو صفة اسم معرفة من الأسماء عند معرفته دون معرفة نسبه أو صفته، ليقال – مثلا -: (آلمني) ؟ أي : أهو القرشي أو الظريفي ؟ حكاية لمن قال : (رأيت زيدا)، وغير ذلك من الصور، التي يسأل بها عن النسب أو الصفة، حكاية للتأنيث، والتثنية، والجمع، والإعراب رفعا ونصبا وجرا، باسم الاستفهام (من) المزيد بالحروف المشار إليها قبل، أو بالاسمين الآخرين (أي) و (ما)، حسب نوع المسؤول عن نسبه أو صفته من حيث كونه عاقلا أو غير عاقل. بخلاف الحكاية بنحو : (من زيد) ؟ إذا قيل: (رأيت زيدا)، الخاصة بالسؤال عن العلم نفسه لا عن نسبه أو صفته .
- وأن جميع صور الحكاية في أسماء الاستفهام الثلاثة المزيدة بالحروف معربة، بالرغم من أن أصل كل من (من) و(ما) منها مبنية، لكن عوملت معاملة المعرب بإجراء حركات الإعراب عليها -أصلية كانت أم فرعية – لما زيدت عليها الحروف، وذلك على إتباعها لما قبلها، مع جواز الاستئناف بها بالرفع. ومن النحويين من أطلق القول بإجراء الخلاف في حكمها من حيث البناء والإعراب، لكن لم نجد إلا القول بإعرابها، ولا مجال للقول ببنائها، لعدم تضمنها معنى الحرف أو شبهها به، وكذلك لا يقال فيها بالواسطة بين البناء والإعراب، بوصفه اتجاها مرفوضا عند المحققين من النحويين.
- وأن لهذا النحو من الحكاية مميزات لغوية ونحوية وبلاغية، التي لا تكاد تتوافر في كثير من نماذج الحكاية، من حيث غناه بالتحليل اللغوي والنحوي، ودقة التعبير به، والإيجاز في نطقه وكتابته، وجدته الباعثة على استظرافه وإيثار استعماله، بالرغم من أن بعض صور الحكاية فيه من أقيسة بعض النحويين، التي لم تسمع عن العرب.
- وأن هذا النحو من الحكاية حبيس الكتب التراث النحوي، المحتاج إلى إظهاره، بين يدي المتكلمين بالعربية، من خلال اشتمال بعض مناهج التعليم على صوره ولو على هيئة جرعات نحوية متتالية لتوظيفه في لغة الكلام والكتابة.
المراجع