المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية
المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية
الإسكان العام في الأبراج السكنية في المملكة العربية السعودية حالة دراسية: التغير لمستويات الرضا لسكان إسكان أبراج الدمام العام
(جمال الدين يوسف حسن سلاغور)
الملخص
تركز هذه الدراسة على تقييم تجربة الإسكان العام في الأبراج السكنية في المملكة العربية السعودية، والتي توقعت مجموعة من الدراسات النظرية وذلك قبل الإشغال بفشل التجربة لعدم ملاءمتها مع المجتمع السعودي المحافظ المعتاد على السكن في المباني المنخفضة المستقلة، ولفشلها في موطنها الأصلي في الغرب. ثم جاءت الدراسة التي قام بها الباحث في الثلاثة السنوات الأولى من الإشغال قصيرة المدى لإسكان الدمام العام، ليصل إلى النتيجة بأن المجتمع السعودي استطاع أن يتأقلم مع التجربة الإسكانية الجماعية الجديدة في الأبراج السكنية العالية، كما استطاع أن يتغلب على كثير من السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات.
وهذه الدراسة امتداد للدراسة الأولى لتختبر واقع التجربة لإشغال طويل المدى تبلغ ثلاثة عشر سنة ، من خلال قياس مستوى التغير لرضا سكان إسكان أبراج الدمام ما بين الدراسة الميدانية الأولى عام 1417هـ والدراسة الميدانية الثانية عام 1427هـ، للإجابة على الأسئلة التالية: هل لازالت مستويات الرضا بعد أكثر من ثلاثة عشرة من الإشغال على ما هي عليها، أم حصل هناك تغير، وما نوع هذا التغير، هل هو إيجابي أم سلبي، وإلى أي مدى؟. مع قياس مستوى التغير المتوقعة للعشر السنوات اللاحقة حتى عام 1437هـ في حالة النمو الطبيعي، لإعطاء التصور المستقبلي إذا استمر الحال على ما هو عليه، ولإعداد الخطط المناسبة المبنية على مفهوم الجودة الشاملة لمواجهة التغيرات المستقبلية المتوقعة.
ركز تقييم تجربة الإشغال طويلة المدى على أربعة محاور رئيسية: الخصائص الإجتماعية للسكان، تقييم الوحدات السكنية، تقييم مستوى الأمن والأمان، تقييم أداء الصيانة. و قد توصلت الدراسة إلى نتائج تؤكد تأقلم المواطنين السعوديين لهذا النوع من الإسكان المشترك المتعدد الأدوار، وأظهرت خاصية التعاون بين السكان من خلال نظام الصيانة المشتركة، وأثرها الايجابي على تقوية العلاقة بين الجيران، ودورها على إمداد وموازنة سوق العقار بالسكن المناسب لفئة المستأجرين للأسر حديثي التكوين وخاصة في المدن الكبرى. كما أظهرت الدراسة الثغرات السلبية لهذا النوع من الإسكان العام، تتمثل في تردي مستوى الصيانة والأمن، والتي وصل بعضها إلى المرحلة الحرجة مثل تسرب المياه بين الشقق، وبعضها يتوقع إذا استمر الحال على ما هو عليه دون تغير مدروس وإرادة قوية للتغيير والتحسين، ستكون النتيجة الوصول إلى المرحلة الحرجة في الخمس والعشر سنوات القادمة. ختمت الدراسة بمجموعة من التوصيات لرفع كفاءة الإسكان العام، لتحسين بيئتها العمرانية إنشاء الله تعالى، ولرفع مستوى رضا السكان عن الإسكان.
المراجع