المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الأساسية والتطبيقية

En

المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الإنسانية والإدارية

تقديم: الإعلام وجائحة كورونا

(محمد عبدالعزيز العوهلي)

الملخص

مع ما تمخض عن الظرف الاستثنائي المتمثل في مواجهة تحديات جائحة فيروس كورونا، وتداعياتها الكبرى التي عاشها العالم بأسره في مختلف مجالات الحياة حتى كان ذلك سببًا مُلحًّا في تغيير خطط التعليم لنحو 6.1 بليون طالب وطالبة في مختلف القارات، إلا أن جامعة الملك فيصل وكغيرها من مؤسسات المملكة العربية السعودية التعليمية عبرت ذلك الظرف بنجاح وتميز، لما حظيت به من دعم غير محدود من لدن قيادات هذه الدولة، فقد سخرت لدعم العملية التعليمية كل الإمكانات في منظومة جهود وطنية منسجمة من وزارة الصحة، ووزارة الداخلية، ووزارة التعليم، والقطاعات الحكومية الأخرى المساندة لها؛ للحد من تفشي هذه الجائحة، وتعزيز الأمان الصحي لجميع المواطنين والمقيمين، وضمان استمرارية العملية التعليمية، والعمل عن بعد بأفضل الممارسات المحققة للجودة والكفاءة.
وفي إطار خطة جامعة الملك فيصل المدروسة والشمولية لإدارة هذه المرحلة، فقد تجاوزت بها كل التحديات المتوقعة وغير المتوقعة بالتحول المباشر للعملية التعليمية والعمل عن بعد، مما مكن لطلابها وطالباتها تحقيق هدف استمرارية تعلمهم وتقييمهم بأفضل الممارسات التعليمية، ولعل إحصائيات هذه الجهود، والتي يتم نشرها دوريًّا منذ بداية التحول، وبوضوح وشفافية تكشف عن مدى ما تحقق من نجاحات تدعو للفخر والاعتزاز سواء على مستوى العملية التعليمية، أم المبادرات المجتمعية التي قدمتها الجامعة في ظل ظروف الجائحة، والتي تركت صدى كبيرًا في المجتمع.
وكان ضمن هذه الجهود المشكورة نهوض فريق بحثي من الجامعة لإنتاج ونشر عدد من الدراسات في مختلف المجالات ذات العلاقة بالجائحة؛ لدعم إجراءاتها وسياساتها في مواجهة حالات الطوارئ على المستوى الفردي، والتنظيمي، والمؤسسي، وتقديم تصورات عصرية في مجال نظم التعليم، ومجالات العلوم الأساسية، والتطبيقية، والإنسانية، والاجتماعية.
ويأتي هذا العدد الخاص تحت عنوان: الإعلام وجائحة كورونا: الدور والأداء، والذي تصدره "المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل: العلوم الإنسانية والإدارية" بالتعاون مع قسم الإعلام في كلية الآداب، ليلقي الضوء على ما يمر به العالم أجمع من تداعيات وتحديات إثر جائحة كورونا، وما تحقق من منجزات، ولتمثل هذه المبادرة من الجامعة حلقة جديدة ضمن سلسلة المشروعات البحثية، والمبادرات المجتمعية التي أطلقتها الجامعة لمواجهة الجائحة، إيمانًا بمسؤوليتها كمؤسسة تعليمية وبحثية ومجتمعية تجاه مواكبة الأحداث، وتقديمها كل الدعم للتطوير في المجال البحثي الذي يسهم إثرائيًّا في مناقشة قضايا الساعة، واستثمار مثل هذه التحديات، وتوثيقها، وتقييمها، وتحويلها إلى فرص لبناء خطط وأدلة منهجية قادرة على خدمة الإنسانية في مستقبلها.
إن هذا المشروع جاء استجابة لما تم رصده من دور وأداء استراتيجيات وقنوات الاتصال والإعلام اللافت في ميدان المواجهة مع هذه الجائحة، ولذا جرى تخصيص هذا العدد النوعي والحيوي لينطلق من محاور عدة هي:  استراتيجيات العلاقات العامة في المؤسسات أثناء الجائحة، والمعالجة الإعلامية الدولية لتداعيات وتحديات الجائحة، وأثر الجائحة على سلوكيات الاتصال لدى الجمهور، ومستويات أداء التوعية الصحية حول الجائحة في وسائل الإعلام، وتعامل الأسرة مع قنوات التواصل الاجتماعي في ظل الحجر والعزل الصحي، والأدوار الإيجابية والسلبية للإعلام تجاه العملية التعليمية أثناء الجائحة. 
وتأتي هذه الجهود متوافقة مع التوجيهات الحكومية؛ للوقوف صفا واحدًا، وتسخير كل الإمكانات للحد من تداعيات هذه الجائحة. وإني لأقدر جهود وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة على إسهامهم في ترسيخ دور الجامعة البحثي ضمن الجهود البحثية للحد من تداعيات الجائحة، كما أثمن مبادرة كلية الآداب ممثلة في قسم الإعلام لتسليط الضوء على دور الإعلام في إدارة التوعية بالجائحة، ورصد تداعياتها، وأشكر لهيئة تحرير المجلة العلمية بالجامعة حرصها والطاقم الفني، والباحثين المشاركين على جهدهم الكبير في رصد هذا البعد الحيوي من خلال تسخير إمكانات المجلة البشرية والمادية لإصدار هذا العدد الخاص بمعايير دولية من ناحية المضمون والإخراج، والذي تعتز الجامعة به منتجًا أكاديميًّا مثريًا في مجال تخصصه. 


PDF

المراجع

لاتوجد مراجع