الرقية الشرعية تعريفها وصفتها

(قيس بن محمد آل الشيخ مبارك)

---

الملخص

الحمد لله ولي كـل توفيق وملهم كل خير والهادي إلى كل حق ، يا ربنا لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك وبعد : الرقيةَ طلبُ الاسترقاء، وهي راجعة لمعنى التعويذ، أي طلب الشفاء للمرقي عليه، وحقيقتها أَلْفَاظٌ خَاصَّةٌ يَحْدُثُ عِنْدَهَا الشِّفَاءُ مِنْ الأَسْقَامِ وَالأَدْوَاءِ وَالأَسْبَابِ الْمُهْلِكَةِ بإذن الله تعالى . إن استعمال الرقية كان شائعاً بين العرب في العصر الجاهلي قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان عرب الجزيرة العربية يسترقون طلباً للشفاء، بكلمات مخصوص، قد تكون مباحةً، وقد تكون من عمل السحرة، وقد تكون من عمل المشركين، وربَّما استرقَوا عند أهل الكتاب من اليهود أو النصارى. و تكون بكلام الله تعالى أوبأسمائه وصفاته أوبالمأثور من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبأسماء الله تعالى وبصفاتِه، وبالمأثور من كلام نبيٍّ أو مَلَك، وبالكلام المباح. وتكون للشفاء من كلِّ الأمراض والجراح والقروح و الحُمَة والعين وغير ذلك. ومن الرقية ما يكون بكلامٍ مجهول المعنى، وهو يحتمل أن يجوز إذا كان منقولاً عن عالم يوثق بدِيْنِه وعِلْمِه ، بحيث لا يُقْدِم مِثْلُهُ على الدعاء بمحظور شرعي، ويحتمل أن لا يجوز خوفاً من اشتماله على ما لا يصح شرعاً من الشرك بالله تعالى وغيره، فصار المنعُ هو ما يقتضيه الاحتياط في الدين. وتكون الرقية بكلام أهل الكتاب، والأصل فيها الجواز ، ومن العلماء مَن كرهها. والرقية تكون بالقراءة المجرَّدة مباشرة، وقد يكون معها نفث وتفل، مع المسح على الموضع ، أو على إصبع مبتل بريق، أو في إناء به ماء أو زيت. وتكون كذلك بالكتـابة، إما على طبق أو على ورقة نظيفين، وربَّما كانت الكتابة على حِِرزٍ يُعلَّق على اليد أو على الرقبة.

PDF

المراجع