المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل
العلوم الأساسية والتطبيقية

En

المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل / العلوم الإنسانية والإدارية

من صور التلقي في النقد العربي القديم

(ظافر بن عبــد الله الشهري)

الملخص

يتناول هذا البحث صوراً من التلقي في النقد العربي القديم، ويقف أولاً عند مصطلح المتلقي الذي يطالعنا اليوم بكثرة في دراساتنا المعاصرة، ويحاول الباحث أن يعود إلى مصطلحات عربية قديمة تتلاءم مع هذا المصطلح، كالسامع والجمهور، وسوى ذلك، ثم يقسم أركان الإبداع إلى ثلاثة أقسام المرسل – النص – المرسل إليه. ويتوقف أولاً عند المرسل ناثراً أو خطيباً أو بلاغياً أو شاعراً، ويبين اختلاف الاسم الذي يطلق على المرسل باختلاف الرسالة ذاتها. ثم يتوقف عند الركن الثاني ويفرق بين النص المغلق والنص المفتوح، وينبه إلى أن النص المفتوح هو مجال الدراسة في هذا البحث في حين أن البحث يتجاوز ويتجاهل الحديث عن النص المغلق الذي لا يعنينا من قريب أو بعيد، ثم يعرج على المتلقي وأنواعه، قبل أن يتوقف عند المتلقي المبدع في النقد العربي القديم. ويبين أن المتلقي قد يكون ناقداً أو شاعراً، وقد يكون عادياً أو مبدعاً . ويتوقف الباحث بعد ذلك عند صور في النقد العربي القديم، ليبرز دور المتلقي المبدع، فيتوقف أولاً عند النابغة الذبياني حين كان حكماً في سوق عكاظ ويسرد قصته مع الأعشى والخنساء وحسان بن ثابت، كما يتوقف عند أم جندب زوج امرئ القيس التي حكمت بين زوجها وعلقمة الفحل في وصف الفرس. وبعد ذلك توقف الباحث عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفته متلقياً مبدعاً، وهو خيرة المتلقين وأفضلهم على الإطلاق، ويقدم قصته مع كعب بن زهير في لاميته المعروفة، كما يتوقف عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضاً حين أنشده النابغة الجعدي قصيدته وحاوره فيها. ولم ينس الباحث أن يتوقف عند عبد الملك بن مروان لكونه محباً للشعر عارفاً بأبوابه، ويخبرنا عن دوره في تلقي بعض القصائد وموقفه منها، كما يتوقف عند الحجاج بن يوسف الثقفي والفرزدق وسواهما. ويعرج الباحث قبل أن ينهي بحثه على أربع ملاحظات تتناول بعض صور المتلقي في النقد العربي القديم، وأولى هذه الملاحظات اهتمام النقاد العرب القدماء بالمتلقي ملكاً، أو قائداً، أو أنساناً عادياً من السوقة، ولذلك وضعوا القواعد لمخاطبة هؤلاء الناس بصفات محددة. أما الملاحظة الثانية فهي اهتمام النقاد العرب القدماء بالمقدمات بصفتها مهيئات نفسية لقبول المتلقي للمديح. والملاحظة الثالثة أن النقاد العرب القدماء ركزوا على دور الخاتمة في استحسان العمل الأدبي لدى المتلقي وكانت الملاحظة الأخيرة حصر البلاغيين مفهوم البلاغة بمراعاة مقتضى الحال، وهو ما يمكن أن يكون تركيزاً شديداً على نفسية كل متلق وثقافته ومعرفة أحواله لتصل الرسالة إليه على أكمل وجه. ويصل أخيراً إلى أن النقد العربي القديم قد اهتم اهتماماً كبيراً بالمؤلف شاعراً أو ناثراً، وركز تركيزاً شديداً على بنية النص مجزأً أو كاملاً، وهو مع ذلك كله، لم يهمل المتلقي من ومضات تناثرت هنا وهناك في ثنايا المظان النقدية، وبخاصة المتلقي المبدع المنتج.

PDF

المراجع